×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

 فالله جازاهم بأن نسيهم، يعني: تركهم في العذاب، وليس المراد بالنسيان هنا الذهول؛ لأنه في حق الله لا يجوز النسيان، وليس هذا المقصود؛ لأنَّ الله لا يأخذه ذهول، وإنما المراد: لما تركوا ذكر الله بالإعراض عنه، تركهم الله في العذاب وأعرض عنهم؛ لأنَّ الجزاء من جنس العمل، وهذا من باب المقابلة، وإلاّ فإنَّ الله لا يُوصف بالنسيان، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا [مريم: 64]؛ لأنه منزَّه عن ذلك، قال سبحانه: ﴿فِي كِتَٰبٖۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى [طه: 52].

ولهذا قال: «وبإزاء ذلك...» أي: لـمّا كان المنافقون نسوا ذكر الله وقابل ذلك فعل المؤمنين فهم [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥  وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦ المَائدة: 55 - 56]، والصلاة: ذكرٌ لله عز وجل قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ [طه: 14]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ ُ [العنكبوت: 45] فالصلاة فيها ثلاث فوائد:

الفائدة الأولى: أنها ذكرٌ لله سبحانه وتعالى.

والفائدة الثانية: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

والفائدة الثالثة: أنها تُعين على تحمل المشاق والمصاعب، قال سبحانه: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ ِ [البقرة: 45].


الشرح