وقال سبحانه في
تمام خبر المنافقين: ﴿كَٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا ًا﴾ [التوبة: 69]. وهذه الكاف قد قيل: إنها رفع خبر مبتدأ محذوف، تقديره: أنتم
كالذين من قبلكم. وقيل: إنها نصبٌ بفعل محذوف تقديره: فعلتم كالذين من قبلكم، كما
قال النَّمِر بن تَولَب:
كاليوم مطلوبًا ولا طالبًا
أي: لم أر كاليوم. والتشبيه - على هذين القولين
- في أعمال الذين من قبل، وقيل: إنَّ التَّشبيه في العذاب، ثم قيل: العامل محذوف، أي:
لعنهم وعذّبهم كما لعن الذين من قبلكم، وقيل -وهو أجود-: بل العامل ما تقدم، أي:
وَعَدَ الله المنافقين كوعد الذين من قبلكم، ولعنهم كلعن الذين من قبلكم، ولهم
عذاب مقيم كالذين من قبلكم، أو محلّها نصب، ويجوز أن يكون رفعًا، أي: عذاب كعذاب
الذين من قبلكم.
وحقيقة الأمر
على هذا القول: أنَّ الكاف تناولها عاملان ناصبان، أو ناصب ورافع، من جنس قولهم:
أكرمتُ وأكرمني زيد، والنحويّون لهم فيما إذا لم يختلف العامل - كقولك: أكرمتُ
وأعطيتُ زيدًا - قولان: أحدهما، وهو قول سيبويه وأصحابه: أنَّ العامل في الاسم هو
أحدهما، وأنَّ الآخر حذف معموله؛ لأنه لا يرى اجتماع عاملين على معمول واحد.
والثاني: قول الفرّاء وغيره من الكوفيين: أنَّ الفعلين عَمِلا في هذا الاسم، وهو يرى أنَّ العاملَين يعملان في المعمول الواحد. وعلى هذا اختلافهم في نحو قوله: ﴿عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ٌ﴾ [ق: 17] وأمثاله.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد