فعلى قول
الأوّلين يكون التقدير: وَعَدَ الله المنافقين النارَ كوعد الذين من قبلكم، ولهم
عذاب مقيم كالذين من قبلكم، أو كعذاب الذين من قبلكم، ثم حُذف اثنان من هذه
المعمولات لدلالة الآخر عليهما، وهم يستحسنون حذف الأوّلين.
وعلى القول
الثاني يمكن أن يقال: الكاف المذكورة بعينها هي المتعلقة بقوله: «وعد» وبقوله:
«ولعن» وبقوله: ﴿وَلَهُمۡ
عَذَابٞ مُّقِيمٞ﴾ [التوبة: 68]؛ لأنَّ
الكاف لا يظهر فيهـا إعراب، وهذا على القول بأنَّ عملَ الثـلاثة النصبَ ظاهر.
وإذا قيل: إنَّ
الثالث يعمل الرفع؛ فوجهه: أنَّ العمل واحد في اللفظ، إذ التعلُّق تعلُّق معنوي لا
لفظي.
وإذا عرفت أنَّ
من الناس من يجعل التّشبيه في العمل، ومنهم من يجعل التّشبيه في العذاب، فالقولان
متلازمان، إذ المشابهة في الموجب تقتضي المشابهة في الموجب، وبالعكس، فـلا خـلاف
معنوي بين القولين.
وكذلك ما ذكرناه
من اختلاف النحويّين في وجوب في الحذف وعدمه، إنما هو اختلاف في تعليلات ومآخذ لا
تقتضي اختلافًا لا في إعراب، ولا في معنى؛ فإذن: الأحسن أن تتعلق الكاف بمجموع ما
تقدم من العمل والجزاء، فيكون التّشبيه فيهما لفظًا.
وعلى القولين
الأوّلين: يكون قد دلَّ على أحدهما لفظًا، ودلَّ على الآخر لزومًا.
وإن سلكت طريقة الكوفيين - على هذا - كان أبلغَ وأحسن؛ فإنَّ لفظ الآية يكون قد دلَّ على المشابهة في الأمرين من غير
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد