ووصف بعضَهم
أحمدَ بن حَنبل فقال: رحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبرَه، وبالماضين ما كان
أشبهَه، أتته البدع فنفاها، والدنيا فأباها.
****
وفي مقدمتهم النصارى
كما سبق، وفتنة العالم الفاجر هي فتنة المغضوب عليهم، وهم الذين أعطاهم الله
العلم، فلم يعملوا به، بل باعوه بثمنٍ بخس، وكانوا فيه من الزاهدين، وهؤلاء هم
اليهود وكل من سار على نهجهم من علماء الضلال الذين لم يبيّنوا للناس الحق، بل
كتموه لأجل مصالحهم.
أي: أنَّ الإمام
أحمد رحمه الله كان أشبه الناس بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين في
سَمْته وطريقته، ففي العقيدة كان وقّافًا عند قولهم، ملتزمًا بنهجهم، وللدنيا كان
مجافيًا، وقد امتُحن في ذلك وضُرب ولم يتنازل عن شيء من دينه، وإنما صبر واحتسب،
ولم يعطهم شيئًا من التنازل أبدًا، وعُرضت عليه الدنيا - أي: الوظائف والمناصب -
ولكنه أباها، وأتته البدع فنفاها حين وقف في وجه المبتدعين وقوف الجبال الراسيات.
وهذا منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
***
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد