وعن حذيفةَ بن
اليمان رضي الله عنهما قال: «الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فِيكُمُ الْيَوْمَ شَرٌّ
مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم » قٌلْنَا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: «أُولَئِكَ كَانُوا يُخفونَ نِفَاقَهُمْ،
وَهَؤُلاَءِ أَعْلَنُوهُ» رواه مسلم ([1]).
****
حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما صاحب سِرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابيُّ الجليل يقول: إنَّ المنافقين المتأخرين أشدّ على الإسلام من المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ قال: لأنَّ المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يخفون نفاقهم، وذلك لأنَّ الإسلام كان قويًّا مرهوب الجانب حينذاك، وقد نزلت الآيات تبيِّن خوفهم فقال سبحانه: ﴿يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة: 64]، فلقد كانوا يخشون نزول الوحي الذي يهتك أستارهم ويخرج أضغانهم، أما المتأخرون لـمّا انقطع الوحي وضعف المسلمون، جاهر المنافقون بنفاقهم، ولم يخشوا من انكشافهم، فراحوا يُظهرون نفاقهم غير آبهين، فإنما كانوا يخفونه حينما كـان للمسلمين سطوة وبأس، أما وقد تغيّر الحال، فراحوا يطعنون في الأحكام الشرعية، ويرمونها بالجمود والتأخر، ويسبّون المسلمين علانية في الصحف والمجلات والإذاعات.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7113)، وابن أبي شيبة رقم (37396).
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد