×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

أقطارها، حتى رآها النبي صلى الله عليه وسلم كاملة في موقفه ذاك، وهذه إحدى معجزاته صلى الله عليه وسلم.

وقوله: «وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا...» هذه هي الحكمة في أنَّ الله زوى له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها؛ لأنَّ أمته سيبلغ ويمتدّ ملكها إلى مشارق الأرض ومغاربها، وقد تحققت نبوءة النبي عليه الصلاة والسلام، فإنَّ الصحابة ومن تابعهم شاركوا في الفتوحات الإسلامية، وفتحوا بلاد فارس والروم في زمن الخلفاء الراشدين، وكذلك الذين جاؤوا من بعدهم في الدولة الأموية والدولة العباسية، حيث بلغ سلطان هذه الأمة مشارق الأرض ومغاربها، وخضعت الدولتان العظيمتان: دولة الفرس ودولة الروم للمسلمين، وسيطر المسلمون على معظم الأرض.

قوله: «وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَْبْيَضَ وَالأَْحْمَرَ...» الكنزين يعني بهما: الذهب والفضة، فالأبيض: الفضة وهو كناية عن مُلك الفرس؛ لأنَّ نقودهم من الفِضة غالبًا، والأحمر: الذهب وهو للروم؛ لأنَّ كنوزهم من الذهب في الغالب، فهذا كناية عن أنَّ الله سيعطي كنوز هاتين الأمتين للمسلمين، وقد حصل هذا واستولى المسلمون على بلادهم، وصرفوا هذه الكنوز والثروات في سبيل الله عز وجل فأنفقوها في سبيل الله ولم يختصوا بها لهم.


الشرح