وروى أيضًا في «صحيحه»
عن ثُوبان رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ
زَوَى لِي الأَْرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي
سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ
الأَْحْمَرَ وَالأَْبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُِمَّتِي أَنْ لاَ
يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ
سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا
مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَإِنِّي
أَعْطَيْتُكَ لأُِمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ
أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ
بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ مَنْ
بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي
بَعْضُهُمْ بَعْضًا» ([1]).
ورواه البرقاني في «صحيحه» وزاد: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ
الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وَقعَ السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ حَيٌّ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ،
حَتَّى يَعْبُدَ فِئَامٌ مِنَ أُمَّتِي الأَْوْثَانَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي
أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا
خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَلاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى
يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» «[2]).
****
قوله: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَْرْضَ...» هذا حديث عظيم فيه بيان نوع من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: وفيه كذلك أخبار عظيمة، وفيه نهي وتحذير، فقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَْرْضَ» يعني: قارب بين
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2889).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد