اختلفا في القراءة، حيث إنَّ كلًّا منهما مقتصر
على ما معه من الحق، ومنكرٌ لما مع غيره من الحق.
والواجب على الإنسان
أن لا يخوض فيما لا يعلم؛ لأَنَّه لا يعلم كل شيء، فإذا خفي عليه شيء، فالأصل أن
لا يُنكر، وإنما يتثبت أولاً، أي: لا يتسرَّع في الإنكار، لكن يتثبَّت؛ لأنه ربما
يكون مع المخالف وجه من الصواب، فإذا أنكرتَ ما معه أنكرتَ الحق، فالواجب في هذه
الأمور التؤدة والتثبُّت والتروِّي قبل أن يصدر حكمًا على ما عند الآخرين.
قوله: «ولهذا نُهِيت
هذه الأمة أن تضرب آيات الله بعضها ببعض...» الله جل وعلا يقول: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ
مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ﴾ [آل عمران: 7]،
فالله قسَّم القرآن إلى: محكم ومتشابه، وأمر بردِّ المتشابه إلى المحكم، ولكنَّ
بعض الناس يأخذ طرفًا، ويترك الطرف الآخر، وهذا هو الزيغ الذي أخبر الله سبحانه
عنه بقوله: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ
مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِ﴾ [آل عمران: 7]
فالذي عنده زيغ لا يردُّ المتشابه إلى الـمُحْكم، بل يأخذ المتشابه، لأجل إيقاع
الفتنة.
والقرآن الكريم يفسِّر بعضه بعضًا، ويوضِّح بعضه
بعضًا؛ لأنَّه من عند الله عز وجل والذي من عند الله لا يختلف أبدًا، ولا يتناقض
ولهذا فإنَّ الراسخين في العلم يردُّون المتشابه إلى المحكم ويقولون: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ
هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ
وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد