ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ
عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٧ رَبَّنَا
لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ
رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ ٨﴾ [آل عمران: 7 - 8]
أي: كما زاغ أولئك فأخذوا بالمتشابه وتركوا المحكم، أخذوا بطرف وتركوا الطرف الآخر
فزاغوا.
والنبي صلى الله عليه وسلم لـمّا خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القرآن، وكلٌّ مصيبٌ بما يحتج به، قال: «لا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ...» ([1])، فالواجب على المسلمين أن يعتقدوا أنَّ كلام الله كله حق وأَنَّه لا يتعارض ولا يتناقض، وأنَّ كـلام الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك، فإن أشكل على المسلم شيءٌ من الأدلة، فلا بدَّ من الرجوع إلى الأدلّة الأخرى، فربما يكون هذا الذي معك منسوخًا والمنسوخ لا يُعمل به، أو مطلقًا وهناك ما يقيّده، أو عامًّا وهناك ما يخصّصه، هذه الأمور لا يتفطَّن لها إلاّ الراسخون في العلم، وأما الجهلة والمتعالِـمون، فهم يأخذون بعض النصوص ويتركون البعض الآخر، ويقولون: نحن نستدلُّ بكتاب الله وسنّة رسوله، وهم لم يستدلوا بكتاب الله، حيث أخذوا طرفًا وتركوا الطرف الآخر، وإنما هم أخذوا بالمتشابه، فالذي يستدل بكتاب الله هو الذي يجمع بين النصوص ويفسِّر بعضها ببعض، ويقيّد مطلقها، ويبيّن مجملها ومشكلها، وهذا هو الراسخ في العلم. والعلماء قد وضعوا أصولاً للتفسير وأصولاً لعلم الحديث، لأجل معرفة كيفية الاستدلال بالكتاب والسُّنَّة.
([1]) أخرجه: ابن أبي عاصم في السنة رقم (406).
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد