ثم نجد لكثيرٍ
مِن الأمَّة في ذلك مِن الاختلاف ما أوجب اقتتال طوائف منهم، كاختلافهم على شَفْع
الإقامة وإوتارها، ونحو ذلك، وهذا عين المحرَّم. ومَنْ لم يبلغ هذا المبلغ، فتجد
كثيرًا منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع والإعراض عن الآخر، أو النهي عنه،
ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
****
أي: أنَّ هذا النوع من الاختلاف لا يذمّ عليه؛
لأن صاحبه أخذ بدليل، وهذا يدلُّ على يُسر التشريع ولله الحمد، فكثرة الروايات
تدلُّ على التخيير بين هذه الصفات.
وقوله: «ومن لم يبلغ
هذا المبلغ، فتجد كثيرًا منهم في قلبه من الهوى...» أي: أننا نجد كثيرًا من
المتعالِمين الجهّال يتصارعون في المسائل التي من هذا النوع، أي: التي يسوغ فيهـا
الاختـلاف، والتي هي مبنيّة على أدلة وروايات صحيحة، يتنازعون ويختلفون مع أنَّ
الأمر فيه سعة.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد