والاختلاف الممنوع، لا يُدرك ذلك إلاّ من تمسّك
بنصوص الكتاب والسُّنّة بتدبُّر وتفقُّه، فهذا فيه الحثّ على تدبّر كلام الله،
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، لا سيما في مثل هذه المواقف الصعبة التي هي مضلّة
أفهام ومَزَّلة أقدام.
وإنما وقع المختلفون
فيما وقعوا فيه من الضلال والزيغ بسبب الجهل بأنواع الاختلاف، ما يسوغ منه وما لا
يسوغ، وما هي الآداب التي يجب أن يتحلَّى بها المختلفون فيما بينهم.
والخلاصة: أنه وإن كان هذا
واضحًا لكلِّ من دقّق النظر، ولكن يزداد الأمر وضوحًا عند مَن يفهم كلام الله
وكلام رسوله، ولا شكَّ أنَّ زيادة العلم تفيد الإنسان، وكلما زاد علم الإنسان
بالكتاب والسُّنَّة زادت هدايته، ولهذا قال الله عز وجل لنبيِّه محمد صلى الله
عليه وسلم: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾ [طه: 114]،
فالإنسان بحاجة إلى الزيـادة في العلم، وإذا كان هذا في العلماء، وأنهم بحاجة إلى
الزيادة من العلم، فكيف بالجهّال؟ وكيف بالمبتدئين في طلب العلم؟ وكيف
بالمتعالمين؟ فإنهم أشدّ حاجةً.
***
الصفحة 5 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد