وقد ضرب الشيخ مثالاً من القرآن الكريم لهذا
النوع من الخلاف، وهـو أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لـمّا غزا بني النضير من
اليهود حينما خانوا العهد، وقطع المسلمون النخيل نكايةً باليهود، في حين أنَّ
بعضهم لم يفعل، فاختلفوا في الأمر وكلٌّ منهما محق فيما فعل، وقد صوَّب الله فعل
الطائفتين وقال: ﴿مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ﴾ واللينة: هي النخلة ﴿أَوۡ
تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ يعني: بإذن الله الشرعي؛ لأنَّ الإذن على قسمين:
القسم الأول: الإذن الكوني، وهذا
قوله تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 102]، أي:
إذنه الكوني القدري.
والقسم الثاني: الإذن الشرعي الذي
هو أمر الله.
فالحاصل: أنَّ كلًّا من
الطائفتين محقٌّ فيما صنع؛ فالذين قطعوا إنما قطعوا نكايةً بالعدو، والذين لم
يقطعوا إنما فعلوا ذلك لأجل الإبقاء على النخيل النافعة المفيدة.
قوله: «﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ ﴾» وهذا مثال آخر على الفعل الذي تحمد فيه كِلا الطائفتين، حيث جاء في قصة الغنم التي أكلت زرع القوم، ولـمّا تخاصم الطرفان إلى داود عليه السلام حكم بأنَّ الغنم تكون لأصحاب الحرث، عوضًا عن حرثهم، فلما جاؤوا إلى سليمان عليه السلام حكم بأن تُدفع الغنم لأهل الحرث يشربون من ألبانها ويستفيدون منها، وحكم على أهل الغنم أن يسقوا الزرع حتى يتكامل فيعود كما كان، ثم تردّ الغنم إلى أصحابها والزرع إلى أصحابه، فالله جل وعلا صوَّب حكم سليمان
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد