وأكثر الاختلاف
الذي يؤول إلى الأهواء بين الأمَّة مِن القسم الأول، وكذلك آل إلى سفك الـدماء،
واستباحة الأموال، والعداوة والبغضاء.
****
وعبيدة رضي الله
عنهم، فقتل عليّ وحمزة خصميهما، وتبادل عبيدةُ مع خَصْمِه ضربتان فوقعت الضربة على
عبيدة رضي الله عنه فأصيب، ثم إنَّ حمزة وعليًّا لما فرغا من خصميهِما جاءا وقتلا
خصم عبيدة، وبذلك ظهرت قوة المسلمين على الكفار، وأذَّلهم الله جل وعلا وكانت هذه
أول نكبة حصلت على الكفار.
ذكر الشيخ أنَّ هذه
الأمة سيتشبَّه كثيرٌ منها بمن قبلها من الأمم في اختلاف التضادّ، كما أخبر به صلى
الله عليه وسلم حيث قال: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ
فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،
وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهُمْ
فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً». قَالُوا: وَمَا تِلْكَ الْفِرْقَةُ؟ قَالَ: «مَا
أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([1]).
وهذا من أنواع
التشبّه الذي وقع في الأمة، فلو أنَّ الأمة تمسَّكت بالكتاب والسُّنّة لما حصل
فيها اختلاف؛ لأنَّ الله جل وعلا قال: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْ﴾ [آل عمران: 103]، وحبل الله هو: القرآن، فهو
يَعصِم مِن الاختلاف، كذلك فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ يَعِشْ
مِنْكُمْ بَعْدي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ» ([2])، فهذا دليلٌ أيضًا
على أنَّ الاعتصام بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسُنَّة خلفائه يقي من اختلاف
التضادّ.
***
([1]) أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (4886).
الصفحة 5 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد