وكذلك قوله: ﴿هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٞ مِّن نَّارٖ يُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِهِمُ ٱلۡحَمِيمُ
١ يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي
بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ ٢ وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ ٢١ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ
أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ
ٱلۡحَرِيقِ ٢٢ إِنَّ ٱللَّهَ
يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ
أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ
٢٣﴾ [الحج: 19- 23] مع مـا ثبـت في «الصحيحين» عن أبي ذر رضي الله عنه أنهـا
أُنزلت في المقتتلين يوم بدر: عَلِيٍّ، وَحَمْزَةَ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ الحَارِثِ
رضي الله عنهم، والذين بارزوهم من قريش وهم: عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ، وَالوَلِيدِ
بْنِ عُتْبَةَ ([1]).
****
قوله: «وكذلك قوله: ﴿هَٰذَانِ خَصۡمَانِ
ٱخۡتَصَمُواْ﴾» هذا مثال آخر على ذمِّ اختلاف التضادّ، قال سبحانه وتعالى: ﴿هَٰذَانِ خَصۡمَانِ
ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ﴾ يعني: اختلفوا في الكفر
والإيمان، وذلك لـمّا بَعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، فمن
الناس من آمن به واتبع الحق، ومنهم من كفر به واتَّبع الباطل، لا سيّما كفار قريش.
وقـد ثبت في «الصحيحين» عن أبي ذر رضي الله عنه أنَّ هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم تبارزوا في بدر، وذلك أنَّ نفرًا من رؤساء قريش طلبوا المبارزة بينهم وبين المسلمين، والمبارزة: أن يبرز المتقاتلان من الطرفين بسيفيهما يتضاربان، ليُرى من يغلب منهما الآخر، وبذلك تظهر قوة الغالب وقوة جماعته، فجاؤوا من عُجبهم وكبريائهم يطلبون من يبارزهم من الصحابة، فقام الأنصار ليبارزوهم: قالوا: إنّا لا نقبل أن يبارزنا إلاّ من كان من قريش، فبرز لهم عليٌّ وحمزة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3966)، ومسلم رقم (3033).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد