ومع ذلك إنْ أشكل عليه شيء توقف ولم يقل فيه
برأيه، بل يَكِلهُ إلى علاّم الغيوب، وهذا هو منهج الأئمة بل كان الرسول صلى الله
عليه وسلم يُسأل عن المسألة لم ينزل عليه فيها وحي، فيتوقف إلى أن ينزل عليه
الوحي، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم، والأئمة كانوا يتوقَّفون في الأمور التي لم
يظهر لهم فيها حكم شرعي، وهم مَن هم، سُئل الإمام مالك رحمه الله عن أربعين مسألة
فأجاب عن أربع مسائل، وقال في ستٍ وثلاثين: لا أدري، فقال له السائل: جئتك من كذا،
أتعبت راحلتي، وتقول: لا أدري، قال: اركب راحلتك واذهب إلى البلد الذي جئت منه،
وقل: سألت مالكًا فقال: لا أدري.
***
الصفحة 6 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد