فالمقصود من هذه الكلمة: الطلبُ مـن المخاطب
أن يُراعي المتكلمَ في أن يسمع كلامه، وفي إجابتـه وإمهاله، وهذه في الأصل كلمة لا
بأس في استعمالها، لكنَّ اليهود استخدموا هذه الكلمة وأرادوا بها معنًى سيِّئًا،
حيث حوّلوها عن ظاهرها إلى معنى الرعونة، فقصدوا بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم
فيه رعونة، فهو طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بالرّعونة والخفة وعدم
الاتزان.
فالخلاصة: أن كلمة ﴿ رَٰعِنَا﴾لا بأس بها في الأصل،
لكن لـمّا قصد اليهود بها القصد السَّيئ نُهي المسلمون أن يقولوها، سدًّا للذريعة،
ومنعًا للتشبه بهم.
وقوله: «وهذا كلّه
يُبيّن أن هذه الكلمة نُهي المسلمون عن قولها...» نُهوا عن قولها من باب سدّ
الذرائع، فالحلال إذا كان يُفضي إلى الحرام فإنّ الحلال يحرم سدًّا للذريعة، والله
جل وعلا أعطى البديل عن ذلك فقال: ﴿وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا﴾ وهذا فيه أنّ مَنْ نُهي عن شيءٍ وكان له بديل صالح، فإنه يأتي بالبديل.
وحاصل المنع لأمرين:
الأمر الأول: التشبّه بالكفار
ولـو باللفظ، ونحن منهيون عن التشبّه بهم.
والثاني: سدّ الذريعة
المفضية إلى الحرام، فالتشبّه بالكفار في الظاهر يدلّ على محبتهم في الباطن.
وقاعدة سدّ الذرائع قاعدة عظيمة دلَّ عليها الكتاب والسُّنَّة والإجماع، وقد شنَّ الصحفيون وأصحاب الفكر المنحرف حربًا شعواء على هذه القاعدة يريدون إلغاءها.
الصفحة 9 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد