ومما يدلُّ من
القرآن على النهي عن مشابهة الكفار قوله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ
رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [البقرة: 104]. قال
قتادة وغيره: كانت اليهود تقوله استهزاءً، فكره الله للمؤمنين أن يقولوا مثل
قولهم. وقال أيضًا: كانت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا سمعك، يستهزؤون
بذلك، وكانت في اليهود قبيحة.
وروى أحمد عن
عَطيّةَ قال: كان يأتي ناس من اليهود يقولون: راعنا سَمْعَكَ، حتى قالها ناسٌ من
المسلمين، فكَرِه الله لهم ما قالت اليهود.
وقال عطاء:
وكانت لغة الأنصار في الجاهلية. وقال أبو العالية: إنّ مشركي العرب كانوا إذا حدّث
بعضهم بعضًا يقولُ أحدهم لصاحبه: أرعِني سَمْعَك، فنُهوا عن ذلك. وكذلك قال
الضحاك. فهذا كلُّه يبيّن أنّ هذه الكلمة نُهي المسلمون عن قولها؛ لأنّ اليهود
كانوا يقولونها، وإن كانت من اليهود قبيحةً، ومن المسلمين لم تكن قبيحة لما كانت
مشابهتهم فيها من مشابهة الكفار، وطريقهم إلى بلوغ غرضهم.
****
من أنواع التشبه الممنوع: التشبه باليهود في
الألفاظ:
قوله تعالى: ﴿رَٰعِنَا ا﴾ أي: أَرْعِنا سمعك، وأقبِل علينا حتى تسمع منا ونفهم ما تقول لنا، فهو من المراعاة أو من الرعاية، أو من الانتظار، أو الإنظار.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد