وليس هذا
الكلام من خصائص هذه المسألة، بل هو وارد في كلِّ منكر قد أخبر الصادق بوقوعه.
****
يعني: أنَّ هذا الكلام الذي ذكره
من أنه لا بدَّ من البيان، ولا بدّ من الإبلاغ ليس خاصًّا بالنهي عن التشبّه
بالأمم الماضية فحسب، ولكنه عامٌّ في كل المناهي والمنكرات، حتى ولو كثُرت
وعَمَّت، فلا يحملنا ذلك على اليأس والقنوط وعدم البيان؛ لأنَّ في مواصلة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر حِكَمًا كثيرة، منها:
أولاً: إنَّ هذا فيه إبراءٌ
للذِّمّة وإبلاغ للعلم، والله أخذ على العلماء أن يبلّغوا ولا يكتموا العلم.
ثانيًا: لعلَّ الغافل ينتبه،
والناسي يتذكّر.
ثالثًا: لربما جاء بعد هذه
الأقوام والأجيال من يأخذ بهذا العلم ويستفيد منه.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد