ولله الحمد على
ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أنه لا تزالُ مِنْ أمَّتهِ طائفة ظاهرة
على الحقِّ حتى يأتي أمر الله.
****
هذا الحديث فيه بشارة عظيمة، وذلك أنه مع كثرة
المنكرات وكثرة المخالفين وغلبة الشر، فإنَّ الحق لا ينعدم بل الحق باقٍ، وأهله
باقون عليه وإن كانوا قلَّة.
وهذا فيه ردّ على هؤلاء
الذين يقولون: إنه لا فائدة من الإنكار على المخالفين، ولا فائدة من البيان، ولا
فائدة من الوعظ والتذكير، لا سيّما والناس ماضون في طريقهم. قولهم هذا يشبه قول
طائفة من بني إسرائيل، قال الله عز وجل حكاية عنهم: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ
مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ﴾ [الأعراف: 164] فلما جاء
العقاب، لم يذكر الله نجاة الطائفة التي سكتت، ويحتمل أنها هلكت مع الهالكين لأنهم
لم ينكروا.
وفي الحديث: أنه لا يُترك الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والبلاغ والبيان مهما كثُر الفساد في الأرض، بل تشتد
الحاجة إليه في هذا الوقت أكثر من غيره.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد