فالرسول بريءٌ من الكفار في جميع أمورهم وجميع
أحوالهم، ومن ذلك كونهم متفرّقين في دِينهم، فليتفطّن لهذا أصحاب النِّحل الباطلة
والفرق الضالّة التي تزعم أنها على الإسلام وهي تتبع فرقًا منحرفة ومتفرّقة،
والإسلام - ولله الحمد - ليس فيه تفرق، ولا في أي جزئيّة من جزئيّاته، وإنما هو
دينٌ واحد، وأمّة الإسلام أمّة واحدة.
وقوله: «من تابع غيره
في بعض أموره....» أي: من تابع شخصًا آخر ولو في بعض الأمور، فإنّه يكون من
ذلك المتبوع أيًّا كان في الشيء الذي تابعه فيه.
وقوله: «فقول القائل:
أنا من هذا وهذا مني....» معناه: أنَّ الإنسان من الإنسان بمعنى أنه من نوعه،
لا من عينه، فلا يمكن أن يكون الناس عينًا واحدة، وإنما الناس شيء واحد في نوع
الإنسانية، كقوله صلى الله عليه وسلم لعليّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ»
أي: أنت تشبِهُني، وأنا أشبهك، لا أنَّ عين عليّ هي عين الرسول صلى الله عليه وسلم،
وإنما هذا الكلام مذهب القائلين بوحدة الوجود.
وقوله: «﴿لَّسۡتَ
مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ﴾ يقتضي تبرؤه منهم في جميع
الأشياء» التي هم عليها مما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك
أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يخالفون الكفار في جميع أمورهم الخاصة.
وقوله: «وإذا كان قد برّأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع أمورهم، فمن كان متبعًا للرسول صلى الله عليه وسلم حقيقةً كان متبِّرئًا...» أي: أن من كان متّبعًا للرسول صلى الله عليه وسلم، مقتديًا به، فإنه بريء من هذه الفرق كلّها،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد