وقال إسحاق بن إبراهيم: سمعت أبا عبد الله يقول
لأبي: يا أبا هاشم اختضب، ولو مرة واحدة، فأحبّ لك أن تختضب، ولا تَشَبّه باليهود.
وهذا اللفظ
الذي احتج به أحمد قد رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» ([1]). قال
الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقد رواه
النسائي من حديث محمد بن كناسة، عن هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن
الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تَشَبَّهُوا
بِالْيَهُودِ» ([2]) ورواه
أيضًا من حديث عروة عن عبد الله بن عمر ([3])، لكن
قال النسائي: كلاهما ليس بمحفوظ.
وقال
الدارقطني: المشهور عن عروة مرسلاً.
وهذا اللفظ
أدلّ على الأمر بمخالفتهم والنهي عن مشابهتهم، فإنه إذا نهى عن التَّشبّه بهم في
بقاء بيضِ الشَّيب الذي ليس من فعلنا، فلَأنْ ينهى عن إحداث التّشبّه بهم أولى،
ولهذا كان هذا التّشبّه بهم يكون محرَّمًا بخلاف الأول.
وأيضًا ففي «الصحيحـين» عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى» ([4]). رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1752).
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد