فهم على العكس يحلقون اللِّحى ويوفّرون الشوارب،
فالمسلمون ممنوعون من التَّشبّه بهم، ومأمورون بالبقاء على سنّة الفطرة، وسنّة
الأنبياء من إكرام اللِّحى وإعفائها، وإحفاء الشوارب وجزّها، فمع كون إعفاء
اللِّحى وحَفِّ الشوارب مخالفة لأصحاب الجحيم ونحن مأمورون بذلك، فهو أيضًا تشويهٌ
للخلقة، وتغييرٌ لخلق الله سبحانه وتعالى ولقد تعهد الشيطان بالعمل على ذلك، قال
سبحانه: ﴿وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 119]،
فالآمر هنا الشيطان، أمر أولياءه بتغيير خلق الله، وبقي أهل السُّنّة وأهل
الاتّباع - ولله الحمد - يتمسَّكون بسنّة الأنبياء ويخالفون طوائف الكفرة
والمشركين، فيعفون لحاهم، ويوفّرونها، ويُحفون شواربهم ويجزّونها، وهنا لطيفة يجب
أن تُلاحَظ، وذلك أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بجزّ الشوارب تارةً
وبإحفائها تارةً أخرى، ومعنى ذلك: أنها تُقص وتُنهك، أما الحلق فإنه مكروه،
وبعض العلماء يرى أنه محرّم لما فيه من تشويه الوجه، فالمشروع في الشوارب أنها
تُنهك، ولا تُحلق، بل يبقى منها شيءٌ يجمّل الصورة، هذه هي السُّنّة، والله أعلم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد