والسلف تارةً
يعلّلون الكراهة بالتَّشبّه بأهل الكتاب، وتارةً بالتَّشبّه بالأعاجم، وكلا
العلّتين منصوصٌ في السُّنَّة، مع أنَّ الصادق صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوقوع
المشابهة لهؤلاء وهؤلاء، كما قدمنا بيانه.
وعن شَدّادِ
بنِ أوسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوا
الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ، وَلاَ خِفَافِهِمْ» ([1]) رواه
أبو داود. وهذا مع أنّ نزع اليهود نعالهم مأخوذٌ عن موسى عليه السلام لما قيل له: ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ﴾.
****
العلَّة التي من أجلها نُهي عن التَّشبّه:
تارة تكون بكراهة التَّشبّه بأهل الكتاب اليهود والنصارى، وتـارة بالأعـاجم
الكفار، وكـلاهما علّة منصوص عليها في الأحاديث.
اليهود يخلعون
نعالهم عند صلاتهم، أخذًا من قول الله جل وعلا لموسى عليه الصلاة والسلام: ﴿فَٱخۡلَعۡ
نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى﴾ [طه: 12]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بمخالفتهم بأن نصلّي في
نعالنا.
فالمشروع لنا لبس
النعال في الصلاة؛ مخالفةً لليهود، هذا هو الأصل، ولكن الآن تغيّر حال المساجد،
فصارت تُفرش بالسجاد، وكانت في العهد الأول ترابيّة فلا يؤثّر دخولها بالنعال، أما
الآن فصار يؤثّر.
فالحاصل: أن النعال الآن
تُخلع عند دخول المسجد.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (652).
الصفحة 6 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد