وعن عَمرو بن
العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَصْلُ مَا بَيْنَ
صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ» ([1]) رواه
مسلم في «صحيحه»، وهذا يدلّ على أنَّ الفصل بين العبادتين أمرٌ مقصودٌ للشارع.
وقد صرح بذلك
فيما رواه أبو داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ، لأَِنَّ الْيَهُودَ،
وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ» ([2]) وهذا
نص في أنّ ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر هو لأجل مخالفة اليهود والنصارى.
****
قوله: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ
أَهْلِ الْكِتَابِ...» يعني: أنَّ مما نُهينا عن التَّشبّه بهم فيه ترك
السحور، فنحن نتسحر مخالفةً لهم، وعملاً بقوله: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ
ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187]، فجعل الصيام ما بين طلوع الفجـر حتى غروب الشمس، فـلا
يُزاد على ذلك.
وقوله: «لاَ يَزَالُ
الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ...» وهذا أيضًا من الأمور
التي أُمِرْنا أن نخالف اليهود فيها، وهو تعجيل الفطر إذا غربت الشمس؛ لأنَّ
اليهود والنصارى يؤخِّرون الفطر، فتعجيل الفطر فيه مخالفةً لليهود، وعملاً
بالسُّنَّة، وما دام المسلمون متمسّكين بالسُّنَّة فسيظل الإسلام ظاهرًا، وأما إذا
عملوا بالبدع ووقعوا في مشابهة اليهود والنصارى، فإنّ هذا يجعل الدين خفيًّا.
***
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد