فَإِنَّه حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا
أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى
تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ،
فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا
الْكُفَّارُ» ([1]). وذكر
الحديث: رواه مسلم.
فقد نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس، ووقت الغروب، معللاً ذلك النهي:
بأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان، وأنها حينئذ يسجد لها الكفار.
ومعلوم أنَّ
المؤمن لا يقصد السجود إلاّ لله تعالى، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها
وغروبها بين قرني شيطان، ولا أنَّ الكفّار يسجدون لها. ثم إنه صلى الله عليه وسلم
نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسمًا لمادّة المشابهة بكل طريق.
ويظهر بعض
فائدة ذلك، بأنَّ من الصابئة المشركين اليوم ممن يظهر الإسلام يعظِّم الكواكب،
ويزعم أنه يخاطبها بحوائجه، ويسجد لها، وينحر ويذبح، وقد صنَّف بعض المنتسبين إلى
الإسلام في مذهب المشركـين من الصابئة والبراهمة كتبًا في عبادة الكواكب، توسّلاً
بذلك - زعموا - إلى مقاصد دنيوية من الـرئاسة وغيرها، وهي من السحر الذي كان عليـه
الكنعانيون الذين كان ملوكهم النماردة، الذين بعث الله الخليل صلوات الله وسلامه
عليه بالحنيفية، وإخلاص الدين كله لله إلى هؤلاء المشركين.
فإذا كان في هذه الأزمنة من يفعل مثل هذا؛ تحققت حكمة الشارع صلوات الله وسلامه عليه في النهي عن الصلاة في هذه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (832).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد