×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

 كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يَقُومُونَ لَهَا يَقُولُونَ إِذَا رَأَوْهَا: كُنْتِ فِي أَهْلِكِ مَا كُنْتِ، مَرَّتَيْنِ  ([1]).

فقد استدلَّ مَن كرِه القيام بأنه كان فِعْلَ الجاهلية.

وليس الغرض هنا الكلام في عين هذه المسألة.

وأيضًا: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا»  ([2]) رواه أهل السنن الأربعة.

وعن جرير بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا»  ([3]) رواه أحمد وابن ماجه. وفي رواية لأحمد: «وَالشَّقُّ لأَِهْلِ الْكِتَابِ»  ([4]) وهو مرويّ من طرق فيها لين، لكن يعضد بعضها بعضًا.

وفيه: التنبيه على مخالفتنا لأهل الكتاب، حتى في وَضْع الميت في أسفل القبر.

وأيضًا: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»  ([5]) متفق عليه.

ودعوى الجاهلية: ندب الميت، وتكون دعوى الجاهلية في العصبية.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3837).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3208)، والترمذي رقم (1045)، والنسائي رقم (2009)، وابن ماجه رقم (1554).

([3])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1555)، وأحمد رقم (19158).

([4])  أخرجه: أحمد رقم (19213).

([5])  أخرجه: البخاري رقم (1297)، ومسلم رقم (103).