ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100]، فلفظ «الأنصار والمهاجرين» محبوب إلى الله سبحانه وتعالى
لأنَّ الهجرة ونصرة الرسول عملان جليلان، فمن ذكرهما من باب الشكر على النعمة فهذا
أمرٌ محمود، ومن ذكرهما من باب العصبية والافتخار بذلك على الناس فهو أمرٌ مذموم.
إذًا فكيف بالذي
يتعصّب لاسمٍ غير شرعي كالقبيلة أو الفخذ، أو غير ذلك مما ينادي به أهل الجهل
المتعصّبون حينما يواجهون شيئًا من الأمور التي يكرهونها؟ فهذا لا شك مذموم؛ لأنَّ
المؤمنين أخوة ليس بينهم تميّز إلاّ بالإيمان والتقوى، فالواجب على المسلمين أن
يتعاونوا بدل أن يتفرّقوا ويتحزّبوا، فالمؤمنون أمة واحدة وهم يدٌ على من سواهم،
ينصر بعضهم بعضًا، ويوالي بعضهم بعضًا.
ومن ذلك العصبية إلى
الجنس كقوله: «خُذْهَا وَأَنَا الْغُلاَمُ الْفَارِسِيُّ...» فلما انتسب إلى
فارس - مع أنه صادقٌ في هذا لأنه فارسيّ - أرشده النبي صلى الله عليه وسلم لما هو
أفضل، فكان الأَولى أن يأتي باللفظ الفاضل فيقول: خذها وأنا الأنصاري.
وقوله: «ويشبه - والله أعلم - أن يكون من حكمة ذلك أنَّ النفس تحامي عن الجهة التي تنتسب إليها، فإذا كان ذلك لله كان خيرًا للمرء...» يعني: أنَّ من طبيعة النفس أنها تدافع عمن تنتسب إليه وتنحاز له، فإذا جعل ذلك لله كان أفضل وأحسن، فالإنسان إذا دافع عن قبيلته أو بلده من باب دفع الظلم عنهم، فهذا أمرٌ محمود،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد