فقوله في هذا
الحديث: «وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً جَاهِلِيَّة» ([1]).
يندرج فيه كل جاهلية: مطلقة أو مقيّدة، يهوديّة، أو نصرانيّة، أو مجوسيّة، أو صابئة،
أو وثنيّة، أو شركيّة من ذلك، أو بعضه، أو منتزعة من بعض هذه الملل الجاهلية،
فإنها جميعها: مبتدعها ومنسوخها صارت جاهلية بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وإن
كان لفظ «الجاهلية» لا يُقال غالبًا إلاّ على حـال العرب التي كـانوا عليها، فإنّ
المعنى واحد.
****
يعني: أنَّ من جملة الأمور التي لا يجوز
إحياؤها، ولا الرجوع إليها: سنّـةَ الجاهلية، فالذين يريدون العوْد إلى أمور
الجاهلية ويفتخرون بذلك، ويقولون عنها: إنها تراث وحضارة، هؤلاء يدخلون في هذا
الحديث، فالواجب ترك الجاهلية وتناسيها، والاعتزاز بالإسلام، وبما جاء به،
والجاهلية لفظ يشمل كل جاهلية، سواء كانت جاهلية الأمّيِّين، أو جاهلية الأعاجم،
أو جاهلية أهل الكتاب، فالمراد بالجاهلية: أهل الفترة ما بين عيسى ومحمد
عليهما الصلاة والسلام.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6882).
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد