والجاهلية على
قسمين: جاهليةٌ عامّة: وهي ما كان عليه أهل الجاهلية في جميع أمورهم، وهذه انتهت -
ولله الحمد - بظهور الإسلام وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، فببعثته صلى الله
عليه وسلم انتهت الجاهلية العامة، وجاء العلم والنور والهداية، وسيبقى الأمر كذلك
إلى يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ
بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ
كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، ولكن قد تبقى أنواعٌ من الجاهلية في بعض
المسلمين، أو في بعض البلاد، وهي جاهلية جزئية وليست جاهلية عامّة، فلا يجوز أن
يقال: الناس اليوم في جاهلية أو هم في جاهلية أسوأ من الجاهلية الأُولى؛ لأنَّ هذا
معناه: أنّ الإسلام لا وجود له، فالأصل أن لا يعمّم الأمر، وإنما يقال: إنَّ في
بعض الناس جاهلية، أو البلاد الفلانية فيهم شيء من الجاهلية، وهذا كقوله صلى الله
عليه وسلم: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ، لاَ
يَتْرُكُوهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَْحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَْنْسَابِ،
وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ» ([1]).
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (934).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد