×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

والجاهلية على قسمين: جاهليةٌ عامّة: وهي ما كان عليه أهل الجاهلية في جميع أمورهم، وهذه انتهت - ولله الحمد - بظهور الإسلام وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، فببعثته صلى الله عليه وسلم انتهت الجاهلية العامة، وجاء العلم والنور والهداية، وسيبقى الأمر كذلك إلى يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ [التوبة: 33]، ولكن قد تبقى أنواعٌ من الجاهلية في بعض المسلمين، أو في بعض البلاد، وهي جاهلية جزئية وليست جاهلية عامّة، فلا يجوز أن يقال: الناس اليوم في جاهلية أو هم في جاهلية أسوأ من الجاهلية الأُولى؛ لأنَّ هذا معناه: أنّ الإسلام لا وجود له، فالأصل أن لا يعمّم الأمر، وإنما يقال: إنَّ في بعض الناس جاهلية، أو البلاد الفلانية فيهم شيء من الجاهلية، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ، لاَ يَتْرُكُوهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَْحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَْنْسَابِ، وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ» ([1]).

***


الشرح

([1])      أخرجه: مسلم رقم (934).