×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

قال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ [التوبة: 109]. وقد روي أنه لما هُدِم خرج منه دخان.

****

أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٠٩ لَا يَزَالُ بُنۡيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوۡاْ رِيبَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ١١٠ [التوبة: 108- 110]، ففضحهم الله وهتك أستارهم.

والمقصود من هذا: أنَّ الله نهى نبيَّه صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة في هذا الموطن الذي أقيم من أجل معصية الله، فدلَّ على أنَّه لا تجوز الصَّلاة في مواطن الكُفر، وأنَّ نيَّات أصحابها الخبيثة تؤثِّر حتى في المباني والبِقاع، لأجل ذلك نهى الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يصلِّي فيه، بل إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرسلَ مَن يهدم هذا المسجد ويحرقه، وهذه هي نتيجة الكذِب والخِداع والخِيانة والنِّفاق -والعِياذ بالله-.

هذا بيان لنيَّة وقصد الفريقين: فأصحاب مسجد قُباء، أسَّسوا مسجدهم على التَّقوى، وأما أصحاب مسجد الضِّرار، فأسَّسوه على نيّة خبيثة كجُرُفٍ هار فانهار بهم في النار، فانظر كيف أن النيَّة الطيِّبة لها تأثير في الصلاح والصلاة فيها والخير، بل حتى في الأراضي والمزارع، ونيَّة السُّوء تؤثر في الأراضي بمنع الصلاة فيها وبالقحط وغَوْر المياه، ويُبس الأشجار، ونقص الثمار وغير ذلك، قال تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [الروم: 41].

***


الشرح