من أمرين: إمَّا أن تكون كُفرًا أو معصية، وهذا
لاشك في مخالفتهم فيه، وإمَّا أن يكون ذلك شِعار كُفر ومعصية، يعني: علامة على
الكفر والمعصية، وكلا الأمرين ممنوع.
وقوله: «ولئن نازع فيه،
فلا يمكنه أن ينازع في أنَّ المخالفـة فيه أقـرب إلى المخالفـة في الكفر...» يعني:
لا أحد ينازع في أنَّه تجب مخالفتهم في الكُفر والمعاصي، ومخالفتهم في شعاراتهم
وعلاماتهم الخاصَّة، كشعارات دِينهم كالصَّليب للنَّصارى، والنَّجمة لليهود، والشِعارات
الخاصَّة التي يتَّخذونها شعارًا للعبادة، لا أحد ينازع في تجنُّب هذا، لكنَّ الذي
يخفى على النَّاس هو أنَّ هذا وسيلة إلى الكفر، وإلاَّ لو عَلم أنَّ هذا وسيلة إلى
الكفر لتجنّبهـا، فأكثر الناس يُؤتى من جهله.
وقوله: «ألا ترى أنَّ
متابعة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في أعمالهم أنفع وأولى...» المقصود:
أنَّ التشبُّه بالكفار في أعمالهم أشدّ من التشبُّه بهم في المواطن التي سكنوا
فيها ونزل عليهم فيها العذاب، ثُمَّ ضرب لذلك مثلاً، فقال: التشبّه بالأنبياء
والمرسلين والصالحين في أعمالهم وعباداتهم أنفع للمسلم من التشبّه بالكفار.
***
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد