وأيضًا ممّا هو
صريح في الدَّلالة ما رواه أبو داود في «سُننه»: حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شَيبْةَ،
حدَّثنا أبو النَّضر - يعني: هاشم بن القاسم - حدَّثنا عبد الرَّحمن بن ثابتٍ،
حدَّثنا حسَّانُ بنُ عطيَّة، عن أبي مُنيبٍ الـجُرشيِّ، عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ
مِنْهُمْ» ([1])، وهذا
إسناد جيد؛ فإنَّ ابن أبي شَيبة وأبا النضر وحسَّـان بن عطية ثِقات مشاهير أجلاّء،
من رجال «الصحيحين»، وهم أجلُّ من أن يُحتاج إلى أن يقال: هم من رِجال «الصحيحين».
وأمَّا عبد
الرَّحمن بن ثابت بن ثوبان، فقال يحيى بن مَعين، وأبو زُرعة، وأحمد بن عبد الله
العجلي: ليس به بأس.
وقال عبد
الرَّحمن بن إبراهيم دُحَيم: هو ثِقة، وقال أبو حاتم: هو مستقيم الحديث.
وأمَّا أبو
مُنيب الجُرشي، فقال فيه أحمد بن عبد الله العِجلي: هو ثِقة، وما علمتُ أحدًا ذكره
بسُوء، وقد سمع منه حسَّان بن عطية، وقد احتجَّ الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث.
وهذا الحديث
أقـلُّ أحوالِه أنه يقتضي تحريم التشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كُفْر
المتشبِّه بهم، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 51].
****
قوله: «وأيضًا مما هو صـريح الدلالة ما رواه أبو داود في سننه...» هذا الحديث أصل في تحريم التشبُّه بالكفار،
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد