فهو يدلُّ على أنَّ التشبّه بهم في الظاهر يجعل
الإنسان منهم ويورث محبتهم، وهذا يختلف باختلاف نوع التشبّه، فقد يكون «مِنْهُمْ»
بمعنى: أنه يكون كافرًا، وذلك إذا تشبه بهم في عبادة القبور، أو الاستغاثة
بالأموات، أو الذبح لغير الله؛ لأنَّ هذا شرك، وقد يكون معنى «مِنْهُمْ»:
أن يكون مبتدعًا بفعله، كالدعاء عند القبور، والصلاة عندها، أو الصلاة عند طلوع
الشمس وعند غروبها؛ لأنَّ ذلك وسيلة إلى الشرك، وليس هو شركًا في ذاته، وقد يكون
محرمًا كالتشبّه بهم في اللباس والمشي والكلام؛ لأنَّ فعل ذلك يدل على تعظيمهم،
فإنَّه ما تشبّه بهم إلاّ لأنه يعظِّمهم، ولا يجوز تعظيم الكفار وقد أهانهم الله،
والقاعدة الاجتماعية المعروفة أنَّ الأضعف يقلِّد الأقوى، وأنَّ التشبّه بهم في
الظاهر يدلُّ على محبتهم في الباطن، ولو كان يبغضهم في الباطن لمَا تشبّه بهم في
الظاهر. قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51] وتولِّيهم كفر.
فالتشبّه بالكفار
آفة خطيرة، وقد يجرُّ إلى المحظور، وإن لم يكن هو في نفسه محظورًا، فالمباح الذي
يفضي إلى الحرام يحرّم سدًّا للذريعة.
والحاصل: أنَّ التشبه بهم
فيما هو من خصائهم ممنوع، وهو يختلف من ناحية الحُكم كما ذكرنا.
قوله: «وهذا الحديث
أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبّه...» يعني: أنَّ هذا الحديث في أقل
أحوال دلالته يدلّ على تحريم التشبه بهم،
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد