فإفشاء السلام بين
المسلمين أمر مطلوب، لما فيه من المصالح، ونزع الحقد والتهاجر، وزرع المحبة بين
المسلمين.
والأصل في السلام
الذي بين المسلمين أن يكون بالكلام، أما تسليم اليهود والنصارى فإنما يكون
بالإشارة دون القول، كالإيماء بالرأس أو اليد، وهذا لا يحقق الغاية من التسليم من
الدعاء للمُسَلَّم عليه، فنحن منهيّون أن نتشبَّه بهم فنرفع الأكف أو الأصابع،
إلاّ إذا كان المُسَلَّمُ عليه بعيدًا ولا يسمع الصوت، فإنه يُسلَّم عليه بالتلفظ
مع رفع اليد لتنبيه الـمُسَلَّمِ عليه، لكن لا يقتصر على الإشارة، وإنما يقول:
السلام عليكم ويشير بيده.
وقوله: «وهذا وإن كان
فيه ضعف...» الحديث الضعيف لا يُلغى نهائيًا كما يقول بذلك بعض العصريين وبعضُ
المتعالِـمِين، فالحديث إذا كان ضعفه قليلاً، أو لم يُجمَع على أنه ضعيف، فإنه لا
يُلغى، بل يُستدل به، لاسيما إذا كان يستند إلى أحاديث صحيحة، أو يعتضد بأحاديث
صحيحة وأدلة صحيحة تقوِّيه.
وإذا كثرت طرقه،
فإنه يرتفع من كونه ضعيفًا إلى كونه حسنًا لغيره، ويُحتج به، ويستدلّ به في فضائل
الأعمال، وفي المواعظ لأجل ترقيق القلوب، ولا يؤسس عليه أحكام شرعية، من محرم أو
واجب أو مكروه أو مستحب، وإنما يعتضد به فقط.
***
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد