وقوله: «فلولا أنه مطلوب بالظاهر أيضًا لم يكن فيه فائدة...» يعني: لا يكفي المسلم أن يخالف الكفار في الاعتقاد، أو في العمل، بل لا بدّ من إظهار ذلك في اللباس، فإنَّ العمامة من اللباس، فإذا لبسها على نحو ما يلبسها الكفار فقد تشبّه بهم، وإذا لبسها على شكل يخالف ما يلبسه الكفار فقد خالفهم، وهذا هو المطلوب في مخالفتهم في الأمور الدينية والدنيوية كعاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهم.
قوله: «لَعَنَ
صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ...» أي:
أنّ من التشبُّه المحرّم تشبُّه أحد الجنسين بالآخر، فلا يجوز للرجل أن يتشبّه
بالمرأة كأن يتشبّه بها في كلامها أو لباسها، ولا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجل بكلام
الرجال أو لباسهم، فمن فعل ذلك من الجنسين فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه
وسلم، بل يبقى كل من الصنفين على ما يليق به، فالذي يليق بالرجال القوامة والشهامة
ومظهر القوة، والذي يليق بالنساء التزيُّن والتَّبعل للزوج.
فالمقصود: أنَّ الله جعل لكل
من الرجل و المرأة خصائصهما، وجعل لكل منهما مكانة في هذه الحياة، فجعل حق القوامة
والقيادة للرجل، وجعل للمرأة حقها، فهي إنسانة لها حقها ومكانتها ولا يُستهان بها،
والإسلام بيَّن الحقوق والواجبات، فإذا تحوَّل كل من الزوجين عن مكانته في المجتمع
اختلّ نظام الأسرة، وانقلبت الموازين، ونشأت المشاكل.
وهذا فيه ردٌّ على الدعوة القائمة الآن بمساواة المرأة بالرجل، وهذا أمر مخالف للفطرة التي فطر الله الناس عليها، فإنَّ الله خلق الرجال
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد