×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

 للرجولة، وخلق النساء للأنوثة، وفي بقاء كل من الصنفين على حاله مصلحة للمجتمع، فالمساواة بينهما بمعنى أن تقوم المرأة بعمل الرجل هذا هراء، قال تعالى: ﴿وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ [آل عمران: 36]، وقال تعالى: ﴿أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ [الزخرف: 18]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ [الصافات: 153]، لأنهـم ينسبـون البنـات إلى الله، ثمَّ قـال: ﴿مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ [الصافات: 154]، وقال سبحانه: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [النحل: 62]، فهم ينسبون إلى الله ما لا يرضونه لأنفسهم من البنات، فالله منزّه عن الولد مطلقًا، لا البنات ولا البنين، ولكن هذا من باب الرد عليهم وبيان أنهم يتنقصون الله سبحانه وتعالى.

وقوله: «ونفى المخنث لما كـان رجـلاً متشبِّهـًا...» المخنَّث لغة: من التخنث، وهو التكسُّر والتثنِّي، والمخنّثُ: هو الذي يتشبّه بالنساء في كلامه ومشيته، أو في تسريح شعره ونعومته، والتخنُّث على قسمين:

الأول: التخنُّث الـخَلْقي، وهذا لا يُلام عليه الإنسان.

والثاني: التخنُّث الاختياري وهو ما يتعمّده الرجل من تحويل صفاته الرجولية إلى الأنثوية، فإذا كان من النوع الأول، وهو التخنّث الـخَلْقي، وكان لا شهوة له، فيكـون من غير أولي الإربة من الرجال، ولقد تسامح النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الصنف في دخول المنازل ورؤية النساء، فلما سمع من أحد المخنّثين وصفًا دقيقًا للمرأة، والتشبيب بها، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراجهم من البيوت، وذلك من أجل الاحتياط لحماية الأعراض.


الشرح