وقد يُسْتدلُّ
بهذا الحديث على خصوص النَّهي عن أعيادِهم، فإنَّ أعيادَهم معلومةُ بالكتاب والحِساب،
والحديث فيه عموم.
أو يُقال: إذا
نُهينا عن ذلك في عيد الله ورسوله، ففي غيره من الأعياد والمواسم أوْلى وأحْرى.
أو لما في ذلك
مِن مضارعة الأُمَّة الأُميَّة سائر الأمم.
وبالجملة:
فالحديث يقتضي اختصاص هذه الأمَّة بالوصف الذي فارقت به غيرها، وذلك يقتضي أنَّ
تَرْك المشابهة للأمم أقرب إلى حصول الوفاء بالاختصاص.
*****
وكذلك فإنَّ المطالع
تختلف، كما يقول شيخ الإسلام: المطالع تختلف باتفاق أهل المعرفة، فرؤيتنا تختلف عن
رؤية الأقاليم البعيدة عنَّا، فكيف يُلزم الناس أن يصوموا وهم لم يظهر الهلال
عندهم لاختـلاف مطالعه؟
قوله: «وقد يستدل
بهذا الحديث على خصوص النهي عن أعيادهم...» يعني: أنَّ أهل
الكتاب يعتمدون الحساب الفلكي في تحديد وقت أعيادهم، أما نحن فقد أُمرنا
بمخالفتهم، فأعيادنا مبنيّة على الرؤية.
وإذا نهينا عن موافقتهم بالطريقة لمعرفة الأعياد الشرعية، فمن باب أوْلى أن نُنْهى عن أعيادهم المبتدعة التي أحدثوها، كعيد المولدِ، وعيد النَّصر... وأيام قالوها من عند أنفسهم، أما المسلمون فليس لهم إلاّ عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، والعيد الثالث الأسبوعي هو يوم الجمعة، كما تقدم.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد