×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

 الإسلام وجعله تابعًا لا متبوعًا، وهذا يقتضي من المسلمين أن يتنبّهوا لهذا الأمر، وأن يعتزّوا بدينهم وبشخصيتهم الدينية، وأن لا يخضعوا لدعاية أعدائهم، فالله جل وعلا يقول: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ [البقرة: 120]، فالأصل أن لا نتّبعهم، لأنه حتّى لو اتبعناهم في بعضِ الأمور فإنهم لن يرضوا إلاّ أن نطيعهم في كلِّ شيء، حتى نتخلى عن ديننا نهائيًّا. ومصداق ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ، فهذا أمرٌ يجب على المسلمين أن يتنبَّهوا له، فهذا هو مقصد الشيخ من موضوع هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وهو أن لا تذوب الأمة الإسلامية في الأمم الأخرى، وأن لا تُسايرهـا فيما يضرُّ بدينهـا وعقيدتها، وإنما الواجب عليها أن تتمسّك بدينها وعقيدتها، قال جل وعلا: ﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٤٣ وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡ‍َٔلُونَ ٤٤ [الزخرف: 43 - 44]، وقال سبحانه كذلك: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨ إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ١٩* [الجاثية: 18 - 19]، فهذه الأُمة لها مكانتها لكونها على شريعة وطريقة، فإن تَرَكَتْها ضاعت وضيَّعت نفسَها، فلا مجال لبقاء عزّ هذه الأُمة ومكانتها إلاّ بالتمسك بهذا الدين، والحذر من دعايات الضلال، والحذر مـن الخِداع والمكـر الذي يروِّجه الأعـداء، ويَدْعـون إليه في كـلِّ زمانٍ ومكان.

ومن مقاصد شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الكتاب بالإضافة لتحذيره من أن تسلُك الأمة طريق اليهود والنصارى: التحذيرُ من طريقة الجاهلية؛ لأنه بَحَث في أمور الجاهلية أيضًا، حين تحدَّث عن الأُميّين الذين


الشرح