كفروا بالله عز وجل وتركوا دين الأنبياء، وغَدوا
في جهل وضلال، فالمقصود مباينة جميع هذه الفئات، وعدم السير في طريقهم والسير على
صراط الذين أنعم الله عليهم.
وهو رحمه الله
تناوَلَ في هذا الكتاب أمورًا غايةً في الأهميّة، وأوْلاها اهتمامًا وتفصيلاً، ولا
سيّما أمورُ العقيدة، فأجادَ وأفادَ وشَفَى الغَلِيل، فبيّن أنه يجب على المسلمين
التمسّك بعقيـدةِ التوحيـد وتجنب طريق الشرك ووسائله المفضية إليه، وتطرّق إلى ما
عند اليهود والنصارى من الغلّو في أنبيائهم وصالحيهم، وهذا الغلّو حذَّرَ منه صلى
الله عليه وسلم أمّته غاية التحذير، حتى إنه حذَّر من ذلك وهو في أحرج الأوقات وهو
في سكرات الموت فقال صلى الله عليه وسلم: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ
وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا
صَنَعُوا ([1]).
وفي الحديث عن عائشة
أنَّ أم حبيبةَ وأمَّ سلمة ذكرتا كنيسة للنبي صلى الله عليه وسلم رأيْنها بالحبشة
فيها تصاوير، فقال صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ إِذَا كَان فِيهِمُ
الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَات، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا
فِيهِ تِلْكَ التَّصَاوِير، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» ([2])، وهذا الأمر يجب أن
يكون من أعظم ما يميّز هذه الأُمة عن غيرها، فلا تتشبَّه باليهود والنصارى
وغلوِّهم في أنبيائهم وصالحيهم.
ثم إنَّ الشيخ رحمه الله تطرّق إلى منع التشبّه بالكفار في أعيادهم؛ لأنَّ الكفار لهم أعياد كثيرة ومتنوّعة، والرسول صلى الله عليه وسلم حذّرنا من التشبّه بهم في ذلك ومشاركتهم، أو إحداث أعيادٍ تُشابهها عندنا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد