فلقد قال صلى الله
عليه وسلم لما قَدِم المدينة وكان لأهل المدينة من الأعيادِ يوم النيروز
والمهرجان، وهذه الأعياد إنما وصلت للعرب من قِبَل الفرس والروم، قال صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّ الله أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ
الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الأَْضْحَى» ([1])
فأعياد المسلمين
حدَّدها الشرع وبيَّنها من الناحيتين: الزَّمانية والمكانيّـة،
فالزمانية: هي عيد الفطر وعيد الأضحى، والمكانيّـة، وهي مشاعر الحج: عرفة ومزدلفة،
والمسجد الحرام. فلا يجوز لنا أن نُحدث أعيادًا مكانية أو زمانية غير ما شرعَهُ
الله لنا، كالذين ابتدعوا عيد المولد النبوي محاكاةً لمولدِ المسيح الذي يعمله
النصارى ولا يزالون، فكيف نقلدهم في فِعْلهم والنبيُّ نهانا وحذَّرنا من ذلك؟!
فقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ
مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُه، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([2])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا([3])يعني: مكانـًا للتّردد
والاجتماع عليه.
فالمشروع في زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم: أنَّ من جاء من سفر - سواءً كان من أهل المدينة، أو من الطارئين عليها - أن يُصلّي في المسجد النبوي ما تيسَّر له، ثم يسلّم عليه صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضي الله عنهما فيقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر الصديق ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا عمر الفاروق ورحمة الله وبركاته، ثم ينصرف، ولا يكرّر السلام كلّما دخل إلى المسجد النبوي،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1134)، والنسائي رقم (1556)، وأحمد رقم (12006).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد