بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي
أكمل لنا دينَنا، وأتمَّ علينا نعمتَه، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا.
****
بدأ الشيخ رحمه الله هذا الكتاب النفيس، بما
حثَّت عليه السنَّة النبوية، حيث بدأ الكتاب بـ«بسم الله الرحمن الرحيم» وبـ: «الحمد
لله رب العالمين» فلقد جاء في كلٍّ من القرآن والسنَّة التأكيدُ على البدء بهما،
فما من سورةٍ من سُوَر القرآن إلاّ وهي مبدوءة بـ: بسم الله الرحمن الرحيم، والنبي
صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بـ: «بسم الله الرحمن الرحيم»، كذلك كتبها
سليمان عليه السلام في خطابه لبلقيس، حيث قال الله جل وعلا في معرِض سَرْده
لقصَّته عليه السلام مع ملكة سبأ: ﴿قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ
أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ
٢٩ إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
ٱلرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي
مُسۡلِمِينَ ٣١﴾ [النمل: 29-31].
ولقد ابتدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحمدِ بعد البَسْمَلةِ، والمصحف الشريف قد بُدِئ
بالحَمدِ، فأولُ سُورة فيه وهي الفاتحةُ بَدأتْ بالحمدِ والثّناء على الله، فأول
ما يقع نظرك في المصحف على: «الحمد لله» بعد «بسم الله الرحمن الرحيم»»، وهذا
يدلُّ على مشروعية البداءة بهاتين الكلمتين العظيمتين في كل عملٍ له أهمية، وفي
الكتب العلمية خاصّة.
ومعنى: «بسم الله الرحمن الرحيم» أي: أستعين ببسم الله الرحمن الرحيم، فالجار والمجرور متعلِّق بمحـذوف تقديرُه: أستعين، أو: أتبرّك بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» ثم أقدم الحمد والثناء على الله عز وجل على نعمه وأفضاله التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، وقد بدأ الله الحديث عن الخلق
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد