بالحمد لله ربِّ العالمين، كما في قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ َ﴾ [الأنعام: 1]،
وقوله: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [فاطر: 1] وختمه بالحمد، كما قال تعالى: ﴿وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الزمر: 75].
فالحاصل: أنَّ هاتين
الكلمتين - الحمد والثناء - عظيمتان، ويُستحبُّ الإتيان بهما عند البداية والنهاية
في كلِّ أمرٍ ذي بالٍ، ومِنْ ذلك أنه مِنَ المستحب للمسلم عند الأكل والشرب أيضًا
أن يبدأ بـ: بسم الله، وأن يختم بـ: الحمد الله.
فالحمدُ لله الذي
أكمل لنا دينَنا، وأتمَّ علينا نعمتَه، ورضي لنا الإسلامَ دينًا.
وأما قوله: «الذي أكمل لنا
ديننا...» إلى آخره، فهو مأخوذٌ من الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ اً﴾ [المائدة: 3]، ولقد
ضمَّن الشيخ معنى هذه الآية في بداية الكتاب إشارة إلى موضوع الكتاب، والذي
فَحْواه: النهي عن البدع؛ لأنَّ الله أكمل هذا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، فلا
يحق لنا أن نُحْدِث في الدين زيادةً، أو أن نبتدع فيه بدعةً؛ لأنَّ فعلنا هذا
يقتضي أنَّ الدين غير كامل، وأنَّ علينا - نحن البشر على تقصيرنا ونقصنا - أن
نكمله ونتمه، والله جل وعلا وهو المنزَّه عن صفات النَّقص يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي ي﴾، فمن جاء بشيءٍ
مُحدَث يتقرّب به إلى الله، وهو ليس في كتابه، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه
وسلم، ولا في هَدْي
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد