وأمرَنا أن
نستهديَه صراطَه المستقيم، صراطَ الذين أنعمَ عليهم ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِم مْ﴾: اليهود، ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾[الفاتحة: 7]: النصارى
****
سلف هذه الأمة، فإنَّ ما جاء
به مرفوضٌ ومردودٌ عليه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وأعمُّ من ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ
مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
هذا منتزَع من سورة
الفاتحة، ونحن نقرؤها في كل ركعة من صلاتنا، فإنَّ الصلاة لا تصحُّ إلاّ بها،
لأنها ركنٌ من أركان الصلاة، فريضةً كانت أو نافلةً، وفي آخرها نطلب من الله أن
يَهدينا الصراط المستقيم: ﴿ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6].
والصراط: هو الطريق الحِسِّي
والمعنوي، والمراد هنا: الطريق المعنوي، وهو الذي يُوصلُ إلى الله وإلى
رضوانه، وهو دينُ الإسلام، وسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمستقيم معناه: المعتدِلُ الذي لا
انحراف فيه ولا مَيل، والموصِّل إلى رضوان الله وجنّته، والله جل وعلا أوصانا بذلك
حيث قال: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]. وهذا الصراط إنما يَسيرُ عليه من أنعَم الله عليهم، من
النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا، الذين جَمعوا بين
العِلم النافع والعمل الصالح.
أما الفِرق الضالة فإنها تأخذ جانبًا وتترك الجانب الآخر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد