وأشهد أن لا
إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه.
****
فقوله تعالى: ﴿غَيۡرِ
ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ إنما هو من باب التمثيل، وليس الأمر خاصًّا باليهود أو بالنصارى، وإنما هو
عام، ولكن لـمّا كان اليهود أول من ابتكر هذه الطريقة الغضبيّة مُثِّل بهم، ولـمّا
كان النصارى هم أوّل من أحدث الابتداع والرهبانية في دين الله مُثِّل بهم. فهو من
باب التمثيل.
وقد يُورِدُ البعض
كلامًا لأهل اللغةِ: أنَّ الصراط لا يسمّى مستقيمًا حتى يكون واسعًا، وفي
هذا الكلام إقناع للأتباع وغيرهم بأنَّ الصراط يسعهم، وأنهم ليسوا بحاجة لغيره، ونحنُ
نقول: لا شكَّ أنَّ الصراط المستقيمَ يُغني عن غيره، ويتَّسِع للأمَّة جميعًا
من أوّلها إلى آخرها، وأنه لن يضيق حتى يبحثوا عن طرقٍ أخرى.
والإسلام - ولله
الحمد - واسع وشامل، وأحكامه وافية بما يحتاجه البشر في الاعتقاد والعبادات، وفي
المعاملات والأخلاق، وفي الأخبار الماضية والمستقبلة، فهو حافل.
بهاتين الشهادتين تمام الخُطبة، وهما من أركانهـا، فهما شهادتـان عظيمتان يجمعهما الركن الأول من أركان الإسلام، ومعنى الشهادة: الإقرار والاعتراف باللِّسان مع اعتقاد القلب، فأنت تشهد بما يعترفُ به قلبك، ويَنطقُ به لسانك: أنه لا إله إلا الله، أي: لا معبودَ بحقٍّ سواه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد