وهذا يُبطل جميع العبادات
التي تُصرفُ لغير الله سبحانه وتعالى، كالعبادات التي يُتوجَّه بها إلى الأضرحة
والقبور، أو التي يُتوجّه بها إلى الأصنام والأشجار والأحجار أو إلى الأولياء
والصالحين، فهذه وغيرها كلُّها تُبطلها هذه الكلمة. «لا إله إلاّ الله» أي: لا
معبودَ بحقٍّ - ولا بد من هذا القيد - لأنَّ هناك معبودات وآلهة كثيرة، ولكن
كلُّها بغير حق، فإذا قلت: «بحقٍّ» سقطت جميع هذه المعبودات؛ لأنَّها معبودةٌ بغير
حق، فهي ليست آلهة بحق.
ومعنى «أشهد أنَّ
محمَّدًا رسول الله»: الاعتراف ظاهـرًا وباطنـًا برسالته صلى الله عليه وسلم، أي:
الاعتقـادُ بالقلبِ بأنه رسول الله، بعد النطقِ بها باللسان.
فيلزمك بمقتضى هاتين
الشهادتين:
«شهادة أن لا إله
إلاّ الله» أولاً: أن لا تعبد إلاّ الله؛ لأنك شهدت أنه لا يستحقُّ العبـادة إلاّ
هو، فيقتضي منك أن تُفرِد الله جل وعلا بالعبادة، وأن لا تعبُدَ أحدًا غيره.
و«شهادة أنَّ محمدًا رسول الله» تقتضي منك أن
تتّبعه وتطيعَه، وأن تسير على سنّته وتقتفيَ أثرَه، فلا تخالفه ولا تعصيه؛ لأنك
اعترفت ظاهرًا وباطنًا أنَّه رسول الله إليك، وإذا كان الأمر كذلك، وجبَ عليك أن
تطيعه، وأن تَمتثل أوامره، وأن تترك ما نهاك عنه، كما قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ
فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ِ﴾ [الحشر: 7]. فشهادة أن لا إله إلاّ الله تقتضي التوحيد وترك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد