×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

أرسلَه بالدِّين القَيِّم، والِملَّة الحَنيفيَّةِ، وجعلَه على شريعةٍ منَ الأمرِ.

****

الشرك، وشهادةُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله تقتضي ترك البدع والمحدثات، وتقتضي عبادة الله جل وعلا على هَدي وسُنَّةِ نبِّيه صلى الله عليه وسلم.

قوله: «أرسله بالدِّين القَيِّم» هذا لأنَّه سبحانه وتعالى قال: ﴿﴿قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ َ [الأنعام: 161]. وكقوله تعالى: ﴿ٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ [التوبة: 36]. وقال: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ [يوسف: 40].

والدِّين القيِّم: هو الدين القويم المعتدل الذي لا اعوجاج فيه ولا غموض. وأما الحنيفية: فهي الملّة الخالصة المقبِلة على الله، الـمُعرِضة عمّا سواه، وهي مِلَّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، واللهُ جل وعلا قد بعث نبيّنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم بملَّة إبراهيم كما قال: ﴿ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ [النحل: 123]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ [الحج: 78].

فملَّة إبراهيم حنيفيـة، وإبراهيم حنيـف، قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا ا [النحل: 120]، بمعنى أنَّه مقبلٌ على الله، معرضٌ عما سواه.

وقوله: «وجعله على شريعةٍ من الأمر» هذا مُنتزع من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨  ﴿إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ


الشرح