أرسلَه
بالدِّين القَيِّم، والِملَّة الحَنيفيَّةِ، وجعلَه على شريعةٍ منَ الأمرِ.
****
الشرك، وشهادةُ أنَّ محمّدًا
رسولُ الله تقتضي ترك البدع والمحدثات، وتقتضي عبادة الله جل وعلا على هَدي
وسُنَّةِ نبِّيه صلى الله عليه وسلم.
قوله: «أرسله
بالدِّين القَيِّم» هذا لأنَّه سبحانه وتعالى قال: ﴿﴿قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ
َ﴾ [الأنعام: 161].
وكقوله تعالى: ﴿ٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ﴾ [التوبة: 36]. وقال: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ
أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ
أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يوسف: 40].
والدِّين القيِّم: هو الدين القويم
المعتدل الذي لا اعوجاج فيه ولا غموض. وأما الحنيفية: فهي الملّة الخالصة المقبِلة
على الله، الـمُعرِضة عمّا سواه، وهي مِلَّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، واللهُ
جل وعلا قد بعث نبيّنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم بملَّة إبراهيم كما قال: ﴿ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ
إِلَيۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [النحل: 123]. وقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [الحج: 78].
فملَّة إبراهيم
حنيفيـة، وإبراهيم حنيـف، قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا ا﴾ [النحل: 120]،
بمعنى أنَّه مقبلٌ على الله، معرضٌ عما سواه.
وقوله: «وجعله على شريعةٍ من الأمر» هذا مُنتزع من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨ ﴿إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد