×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

أَمَر باتّباعِها وأمره بأن يقولَ: ﴿هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ [يوسف: 108] صلَّى الله عليه وعلى آلِه وسلَّم تسليمًا.

.****

 

وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ١ [الجاثيـة: 18-19]، وقوله تعالى: ﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [الزخرف: 43]، والمعنى: أنَّ الله تعالى أمرَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يَستمسك بهذه الشريعة التي أوحاها إليه، وجعلها له طريقًا يَسير عليها، وهذا فيه وصيَّة لأمـة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أن تتمسك بهذه الشريعة، وأن تترك ما عداها من الشرائع التي ضَلَّ أصحابُها باتّباعهم الهوى، وأن لا تعبأ بما يُكال للإسلام من اتهامات وشُبهات، كوصفه تارةً بأنه دين رجعيّ، وبأن أتباعه إرهابيون تارةً أخرى، فإنَّ كل منصف إذا نظر إلى هذه الشريعة وجـدَ أنَّ هذه الشريعة كلّها رحمة وكلها عدل؛ إذْ ليس فيها غُلوٌّ ولا تفريط، وأنَّ هذا الدّين هو دينٌ قيِّم كما قال الله جل وعلا: ﴿ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ [الروم: 30]

أمر الله تعالى نبيَّه بأمرين:

الأول: أن يتَّبع هذه الشريعة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا [الجاثية: 18]؛ أي: سِرْ عليها، ولا تلتفت إلى ما سِواها، لأَّنها هي الحق، وما سِواها فهو الباطل وقال: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي﴾.والثاني: الدَّعوة إلى الله بالطريقة التي أمره بها، فقوله: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِي. أي: هذه طريقتي ومنهجي الذي أسير عليه في الدعوة إلى الله وتوحيده وعبادته، ولا تكون الدَّعوة إليه جل وعلا إلاّ بما أمر، وبيَّنها بقوله: ﴿عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أي: على علم وهدًى.


الشرح