والقسم الرابع: من عندهم بقايا من
دين إبراهيم يخلطونها بالشرك.
والقسم الخامس: الفلاسفة، وهم
الحكماء، والفلسفة معناها: محبَّةُ الحكمة، فالفلاسفةُ هم الحكماء الذين
يَنظرون في الأشياءِ، ويستنتجون منها المعاني والعِبَر، ويتنسّكون بترك الملذات
والشهوات من أجل أن تصفو قلوبهم. وما أشبه الصوفية بهؤلاء الفلاسفة، فإنهم يتركون
الملذّات والمطاعِم والمشارب، أو يقلّلون من تناولِها من أجل أن تَصفو أذهانُهم،
وتَرِقَّ قلوبهم بزعمهم، وكلُّ هذا دون مستندٍ من كتاب أو سُنّة، وإنما كان الدليل
عندهم ما تَتَفتّقُ عنه أذهانهم وما تُمليه عليهم نفوسُهم التي يزعمونَ أنها صَفت،
وأنَّها أدركت الحقيقة وأنها... إلى آخره.
ومن هنا جاء وصف
الشيخ لعِلم أحدهم بقوله: «لا يروي غليلاً ولا يَشْفي عليلاً، ولا يُغني من العلم
الإلهيِّ شيئًا» أي: أنهم وإن حصَّلوا شيئـًا من الفهم والنظر، فإنه لا يكفي.
وقوله: «باطلُه أضعاف
حقِّه - إن حصل - وأنَّى له ذلك...» إشارة إلى أنَّ الحقَّ عندهم معدوم، لا
سيّما والفلاسفةُ مختلفون فيما بينهم، لا يجمعهم رأي، ولا تَضمُّهم طريقةٌ واحدةٌ،
وإنما هم متشعِّبون في أفكارهم وآرائهم، وهذا شأنُ كلِّ مَن لا يكون عنده كتابٌ
إلهي، ووحيٌ منزّل.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد