×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

 بفتواه، وكتم الحق من أجل إرضائه، وهذا هو الذي حمل اليهود على عدم اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وحَمَل كفّار قريش على عدم اتِّباعه، مع أنهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم ظنوا أنهم لو اتبعوه لفقدوا مناصبهم ومكانتهم، وانقطعت أرزاقهم، إلى غير ذلك مما تخذلهم به شياطين الإنس والجن

3- التّشبه باليهود في كتمان العلم:

وفي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ [البقرة: 76] يعني: أنَّ اليهود وقد علموا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو نبي حقًّا من كتابهم بصفاته الواضحة، ومع ذلك فإنهم إذا اجتمعوا مع بعضهم قالوا: اكتموا ما تعرفونه من شأن محمد لئلا يُتخذ حجـةً عليكم عند ربكم.

وقد شابههم في هذه الصفة بعضٌ من أهل العلم، حيث إنهم يكتمون العلم ولا يبيّنونه؛ خوفًا من أن يُحتج عليـه بعد ذلك ويقال له: لماذا لا تعمل بعلمك؟ لماذا تخالف ما تعلم؟ إمّا لأجل البخل به وازدراء الناسِ، وأنهم ليسوا في مستوى يستحقون التلقّي منه، أو يكتمه من باب الخوف على دنياه، أو لئلا يحتجَّ به عليه، لأنه يقول ما لا يفعل.


الشرح