وتارةً يكون قد
خالف غيره في مسألة، أو اعتزى إلى طائفة قد خُولفت في مسألة، فيكتم من العلم ما
فيه حجةً لمخالفِه وإن لم يتيقَّن أنَّ مخالفه مبطلٌ، ولهذا قال عبد الرحمن بن
مهدي وغيره: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلاّ ما
لهم.
ولهذا قال عبد
الرحمن بن مهدي وغيره: «أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا
يكتبون إلاّ ما لهم». وليس الغرض تفصيل ما يجب ويستحب، بل الغرض التنبيه على مجامع
يتفطن اللبيب لما ينفعه الله به
****
4- التشبه باليهود بالانتصار لمذهبه ومذهب من
يقلده:
قوله: «وتارةً يكون
قد خالف غيره في مسألة...» يعني: أنَّ هذه الصفة، صفة من تشبَّه باليهود من أهل
العلم إذا خالف غيره في مسألة، أو انضم إلى فئةٍ من الناس قد خولفوا في مسألة،
فيكتم العلم، مع علمه بصحة ما عليه خصمه، وما ذاك إلاّ لهوى أو مصلحة، فيقدم
الدنيا على الدين.
5- التشبه
باليهود في إيثار أهوائهم ومصالحهم على قبول الحق:
وهذا واقع وما أكثر أهل الأهواء الذين لا يوضّحون للناس إلاّ ما يتوافق مع مصالحهم وأهوائهم، ولكنَّ الله سلَّم منها أهل العلم الناصحين، الذين قال الله فيهم: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُا﴾ [فاطر: 28]، وقال فيهم كذلك: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [المجادلة: 11] فهؤلاء يكتبون ويقبلون ما لهم وما عليهم؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد